أحدث الموضوعات

تجربة ركوب الدراجة في اليابان


تجربة ركوب الدراجة في اليابان

تجربة ركوب الدراجة في اليابان


(تجربتي في ركوب الدراجة في اليابان)

الدراجة في عالمنا العربي وتحديدا في مصر غير مستخدمة بكثرة من قبل الرجال بهدف التنقل، ولكن أهالي الأطفال يجلبونها لأبنائهم بصفتها "لعبة"، أما عند الرغبة في التنقل فعلا فالأغلب استخدام السيارة أو الدراجة النارية (الموتوسيكل) أو ما إلى ذلك، فمن المزعج استخدام القوة البدنية و(بذل الجهد والعرق) للوصول إلى المكان المطلوب!
وحتى عند ركوب الدراجة فمعظم من يركبها هم الرجال والأولاد، أما البنات فيُعد ركوبهم "عيبًا".

لكن الأمر في اليابان يختلف جدا بشكل مثير للدهشة، فكل الناس هناك يركبون الدراجة سواء أكانوا رجالا أم نساءً أم أطفالًا أم كبار السن! والأمهات يحملن عليها الأطفال وهي منتشرة لدرجة أنك من المستحيل أن تمشي في أي شارع إلا وهناك شخص يركب الدراجة! لا شك أنك ستجد على الأقل ولو شخصا واحدا يركبها في طريقك.

في الحقيقة، عندما وصلت إلى اليابان وشاهدت هذا المنظر(منظر ركوب الدراجة)، شعرت برغبة عارمة في ركوبها بالفعل وتجربتها، لكنني كنت خائفة لأنني أرتدي عباءة ونقابًا، خائفة من أن تعرقل العباءة سير الدراجة أو أضطر في منتصف الطريق لتعديل النقاب مثلا فيحصل لا قدر الله حادث ما! وكذلك كنت متأكدة من رفض والدي لهذا الأمر.

كنت متأكدة في مكان ما في داخلي أنني من المستحيل أن أركبها مهما حدث، فأنا غير مناسبة لها! لكن رغم ذلك اليأس الذي في داخلي حدث ذات مرة أنني سألت والدي وأنا أكلمه عبر الهاتف أأنت موافق على ركوبي الدراجة؟ وتحدثت معه عما يحدث هنا في اليابان من ركوب الناس جميعًا الدراجة، فوافق!

وفجأة اختفى اليأس الذي في داخلي وتحوّل إلى شغف ورغبة شديدة في تجربة الأمر،
ذهبت إلى كوبي وتنزهت مع صديقة لي مصرية تركب الدراجة بالعباءة (وهذا بالمناسبة ما شجعني أكثر) 
كي أقابلها، وأخبرتها برغبتي في تعلم الدراجة.
 كنت خائفة مما إذا كنت قادرة على ركوبها بالعباءة أم لا،
 لكن صديقتي تلك كانت ترتدي عباءة وتركبها بشكل عادي فطلبت منها أن تعلمني.

ذهبنا إلى حديقة واسعة وتركتني أتعلم ركوبها مع نفسي في تلك الحديقة،
سُررت كثيرا أنني قادرة على ركوبها بدون مشاكل، وأن عباءتي لن تتسبب في أي مشكلة إذا قدتها بشكل صحيح!
بعد ساعتين بدأ الأطفال يأتون إلى الحديقة، كنت أتمرجح ثم أذهب إلى تمرين الدراجة ثم آتي إلى التمرجح ثم الدراجة وهكذا : )

في أثناء تمرجحي كانت مجموعة من فتيات المتوسطة يمرّون، ابتسمن عندما رأينني وأنا أتمرجح قرر ثلاثة منهن الركوب.
 تمرجحت إحداهن بجانبي تماما قلت لها ما رأيك أن نتسابق من الأعلى؟ تحمست جدا وقالت نعم!
وتسابقنا لكن أصدقاءها ذهبوا وتركوها في منتصف السباق فاضطررت إلى الذهاب سريعا.
يالله، ما أجمل تلك اللحظات الجميلة عندما نتعرف على من حولنا ونعاملهم بلطف!

_ الحدائق هنا جميلة فعلا حقا ^^ فمهما تمرجحت لن يأتي أحد سمج ويقول لي الألعاب للأطفال فقط مثلما يحدث في مصر!_

عند الغروب قررنا العودة إلى مسجد كوبي أنا وصديقتي
ولكي نبدأ بأول تدريب حقيقي لي سمحت لي بركوب الدراجة في الشارع
لكنني كنت خائفة جدا وشعرت بأنني سأفعل حادثة مع أول خطوة 😂😂

خصوصا أن الدراجة التي كنت أركبها مزودة ببطارية وجهاز للدفع لأن تلك المنطقة كانت جبال، 
كي تدفع الدراجة نفسها إذا صعدت مرتفعا مثلا!

ولكنني لله الحمد قدت الدراجة إلى المسجد بأقل خسائر ممكنة : ) وصديقتي تركض ورائي.
كنت أصطدم أحيانا بالجدار أو الشجر لكن لم تكن صدمات قوية.
صحيح كان يوما متعبا لكنه كان جميلا^^
وفي طوكيو كانت إحدى صديقاتي المصريات لديها دراجة تدربت عليها كذلك هناك حتى أتقنت قيادتها ولله الحمد.

 بعد عودتي من طوكيو تشجعت جدا على ركوب الدراجة والمشي بها في الشارع.
واشتريت دراجة وذهبت بها إلى الجامعة! 
كنت متوترة جدا طوال الطريق لكن ولله الحمد مر اليوم بسلام بدون حوادث : )
ولم يحدث أي شيء من تخوفاتي على الإطلاق.
بل الأجمل أنه بعد مدة من اعتيادي على الدراجة كنت أركبها بيد واحدة فقط
وبهذا أستطيع تعديل النقاب متى شئت باليد الطليقة ^^

ونسيت أن أذكر أيضا من أكثر الأسباب التي شجعتني على ركوبها أنني عندما ذهبت إلى مسجد كوبي (وهو مسجد شهير في اليابان بالمناسبة) قابلت امرأة مسلمة فاضلة يابانية وكانت ترتدي النقاب والعباءة السوداء وعندما خرجنا من المسجد معًا فوجئت بها تركب الدراجة وتضع ابنتها الصغيرة أمامها. فبدأت الفكرة حينها بالظهور في عقلي، ما شاء الله عليها حقا ثبتّها الله وزادها من فضله.

وبالمناسبة ركوب الدراجة أراحني بشكل كبير من ركوب القطار كل يوم إلى جامعتي ذهابًا وإيابًا، وأراحني من الزحام الذي يحصل أحيانا في القطار، ووفر علي كثيرا من الوقت عند الذهاب إلى السوبر ماركت أو الحديقة المُجاورة، كما أن ركوب الدراجة بحد ذاته أمر ممتع للغاية تشعر فيها بحرية جميلة حقا ^^.

لذلك عندما جربّتها ندمت أنني ظللت الترم الدراسي الأول خائفة من استعمالها، ولا شك أن كل طالبة ذهبت إلى اليابان وجربتّها تفهم معني كلامي هذا.

بالمناسبة لكل من تسأل كيف ركبتِ الدراجة وأنت ترتدين العباءة؟ ألن تنثني وتصعد للأعلى ليظهر ما تحتها؟

أقول نعم، هذا صحيح، ولتفادي ذلك كنت دائما أربط العباءة من الأسفل بدبوس مشبك، كي تظل العباءة منسدلة وإذا ارتفعت في أسوأ الأحوال فلن يظهر تحتها إلا البنطال (ومن الأفضل أن يكون واسعًا) وبلون غامق كيلا يلفت النظر. لذلك تستطيع أي بنت ركوب الدراجة بكامل سترها وحجابها ولا تقلق من ذلك.

وإذا خطر أي سؤال آخر في بالكم فأنا في أتم الاستعداد للإجابة ^_^.
وشكرا على حسن قرائتكم.

هناك 6 تعليقات:

  1. ازاي الواحد يسافر اليابان الأول وبعدين نركب الدراجه

    ردحذف
    الردود
    1. https://student-in-japan.blogspot.com/2019/01/blog-post_5.html

      تفضلي بقراءة هذا الموضوع لتعرفي كيف سافرت إلى هناك^^ وشكرا لتعليقك

      حذف
  2. رائع بجد انا مبسوطة بيكي جدا ...بس عايزة اعرف ضروري ازاي عملتي المقابلة في السفارة قبل ما تسافري اليابان وكيف كان تعاملهم مع النقاب

    ردحذف
    الردود
    1. أهلًا بك يا حبيبتي، عملت المقابلة بشكل عادي كأي واحدة بتقدم على المنحة ^^ كانو مستغربين من النقاب طبعًا لكن الأمر يعتمد عليك في إنك تكون شخصيتك قوية وتكوني واثقة بالله ثم بنفسك إنك هتقدري تقنعيهم بيه وبامتيازاتك ومؤهلاتك.

      حذف

تعليقاتكم دوما تُشجعني، فشكرُا جزيلا لكم